217 تفسير سورة البقرة للشيخ الشعراوي - من الآية 214 إلى الآية
1427H Surat #2 Al Baqarah Ayat 214-216 - Tafsir Al
Mishbah MetroTV 2006
- Ngaji Tafsir Al-Jalalain # Al-Baqarah 214-215 # Disertai Teks Kitab | Gus Baha Terbaru - YouTube
- #001 TAFSIR JALALAIN SURAT AL-BAQOROH (AYAT: 214) - KH. SYAROFUDDIN IQ. - YouTube
- #74 Kajian Tafsir Al Ibriz | Al Baqoroh 214 | KH A Mustofa Bisri - YouTube
- Tafsir QS. Al-Baqarah ayat 214 - YouTube
- Tafsir Al Qur'an Surat Al-Baqarah Ayat 214-215 - Ustadz Abu Yahya Badru Salam, Lc. - YouTube
- 28 Jul 2021 || Tadabbur Surah Al Baqarah Ayat 214 - 215 || Ustaz Abd Muein Abd Rahman - YouTube
- Tafsir QS. Al-Baqarah ayat 215 - YouTube
- Ustadz Muhammad Soim, Lc : Tafsir QS. Al Baqarah Ayat 214 - YouTube
- 76. Tafsir QS Al-Baqarah Ayat 214 (Tafsir As-Sa'di) - YouTube
- [L I V E] Tafsir Jalalain | Tafsir Surat Al Baqarah Ayat 214 | Ustadz Ahmad Sabiq, Lc. - YouTube
- Tidak Ada Seorangpun Yang Lepas Dari Ujian Allah | 🔴 | Tafsir Jalalain Q.S.Al-Baqarah : 214 - YouTube
- Tafsir Al-Muyassar I Ustadz Abu Ja'far Cecep Rahmat, Lc. M.Ag. I Surat Al Baqoroh : 214-216 - YouTube
- Tafsir Q.S. Al-Baqarah: 214 | Sabtu, 04 September 2021 | Ustadz Didik Suyadi, M.Pd - YouTube
- Tafsir Surat Al Baqarah Ayat 214 - 218 oleh Prof Asep Usman Ismail - YouTube
(214) Surat Al-Baqarah Ayat 214 Arab, Latin, Terjemah dan
Tafsir | Baca di TafsirWebونزل في جَهْدٍ أصاب المسلمين[1] { أَمْ } بل أ { حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ
الجنة وَلَمَّا } لم[2] { يَأْتِكُم مَّثَلُ } شبه ما أتى { الذين
خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم } من المؤمنين من المحن فتصبروا كما صبروا { مَسَّتْهُمْ }
جملة مستأنفة مبينة ما قبلها[3] { البأساء } شدّة الفقر { والضراء } المرض
{ وَزُلْزِلُواْ [4]} أُزعجوا بأنواع البلاء { حتى يَقُولَ
} بالنصب والرفع[5] أي قال { الرسول والذين ءامَنُواْ مَعَهُ
} استبطاء للنصر لتناهي الشدّة عليهم { متى } يأتي { نَصْرُ الله [6]} الذي وُعِدْناه فأجيبوا من قبل الله
{ أَلا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ[7]} إتيانه
(215) Surat Al-Baqarah Ayat 215 Arab, Latin, Terjemah dan
Tafsir | Baca di TafsirWeb{
يَسْئَلُونَكَ } يا محمد صلى الله عليه وسلم { مَاذَا يُنفِقُونَ[8]} أي الذي ينفقونه والسائل عمرو بن الجموح[9] وكان شيخا ذا مال فسأل النبي صلى الله
عليه وسلم ماذا ينفق وعلى من ينفق؟ { قُلْ } لهم { مَآ أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ } بيان
ل «ما» شامل للقليل والكثير وفيه بيان المُنْفَق الذي هو أحد شقي السؤال وأجاب عن المصرف الذي هو الشق الآخر بقوله
: { فللوالدين والأقربين[10] واليتامى والمساكين وابن السبيل } أي
هم أولى به { وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ} إنفاق أو غيره[11] { فَإِنَّ الله بِهِ عَلِيمٌ } فمجاز
عليه
[1] قوله: (ونزل في
جهد) هو بالفتح المشقة.قوله: (أصاب المسلمين) قيل كان ذلك في غزوة الأحزاب حين
حاصر الكفار المدينة واحتاطوا بها وقطعوا عنها الوارد ولم يكن بينهم وبين دخولها
إلا الخندق، وكانوا إذ ذاك عشرة آلاف مقاتل، فاشتد الكرب والخوف على المسلمين ولا
سيما مع وجود ثلاثمائة منافق بين أظهرهم فنزلت الآية (حاشية الصاوي) قال ابن عباس : لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، اشتد الضرر عليهم
، لأنهم خرجوا بلا مال ، وتركوا ديارهم وأموالهم في أيدي المشركين ، وأظهرت اليهود
العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله تعالى تطييباً لقلوبهم { أَمْ
حَسِبْتُمْ } وقال قتادة والسدي : نزلت في غزوة
الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والحزن ، وكان كما قال سبحانه وتعالى
: { وَبَلَغَتِ القلوب الحناجر } [ الأحزاب : 10 ] وقيل نزلت في حرب أحد
لما قال عبد الله بن أبي لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم : إلى متى تقتلون أنفسكم
وترجون الباطل ولو كان محمد نبياً لما سلط الله عليكم الأسر والقتل ، فأنزل الله
تعالى هذه الآية - في النظم وجهان الأول : أنه تعالى قال في الآية
السالفة : { والله يَهْدِى مَن يَشَاء إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } : والمراد أنه
يهدي من يشاء إلى الحق وطلب الجنة فبين في هذه الآية أن ذلك الطلب لا يتم ولا يكمل
إلا باحتمال الشدائد في التكليف فقال : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الجنة
وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الذين خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم } الآية الثاني : أنه في الآية السالفة لما بين أنه هداهم لما اختلفوا فيه من الحق
بإذنه بين في هذه الآية أنهم بعد تلك الهداية احتملوا الشدائد في إقامة الحق
وصبروا على البلوى ، فكذا أنتم يا أصحاب محمد لا تستحقون الفضيلة في الدين إلا
بتحمل هذه المحن (مفاتيح الغيب)
[2] قوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ} قدر المفسر بل إشارة إ لى أن أم منقطعة والهمزة للاستفهام الإنكاري التوبيخي،
والمقصود منه تقويتهم على الصبر.قوله: (لَمْ) قدرها إشارة إلى أن لما نافية
بمعناها (حاشية
الصاوي) وأَمْ فِي الْإِضْرَابِ كَبَلْ إِلَّا أَنَّ أَمْ تُؤْذِنُ
بِالِاسْتِفْهَامِ وَهُوَ هُنَا تَقْرِيرٌ بِذَلِكَ وَإِنْكَارُهُ إِنْ كَانَ
حَاصِلًا أَيْ بَلْ أَحَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا دُونَ بَلْوَى وَهُوَ حُسْبَانٌ
بَاطِلٌ لَا يَنْبَغِي اعْتِقَادُهُ. فَيَكُونُ قَوْلُهُ: أَمْ حَسِبْتُمْ
إِضْرَابًا عَنْ قَوْلِهِ: فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلِيَكُونَ ذَلِكَ تَصْبِيرًا لَهُمْ عَلَى مَا
نَالَهُمْ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ مِنْ تَطَاوُلِ الْمُشْرِكِينَ عَلَيْهِمْ
بِمَنْعِهِمْ مِنَ الْعُمْرَةِ وَمَا اشْتَرَطُوا عَلَيْهِمْ لِلْعَامِ
الْقَابِلِ، وَيَكُونَ أَيْضًا تَمْهِيدًا لِقَوْلِهِ: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ [الْبَقَرَة: 216]
الْآيَةَ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ الْأَوَّلِينَ أَنَّ
هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ حِينَ أَصَابَ الْمُسْلِمِينَ
مَا أَصَابَهُمْ مِنَ الْجَهْدِ وَالشَّدَائِدِ فَتَكُونُ تِلْكَ الْحَادِثَةُ
زِيَادَةً فِي الْمُنَاسَبَةِ. وَالْخِطَابُ لِلْمُسْلِمِينَ وَهُوَ إِقْبَالٌ عَلَيْهِمْ
بِالْخِطَابِ بَعْدَ أَنْ كَانَ الْكَلَامُ عَلَى غَيْرِهِمْ فَلَيْسَ فِيهِ
الْتِفَات، وَجعل صَاحِبُ «الْكَشَّافِ» الْتِفَاتًا بِنَاءً عَلَى تَقَدُّمِ
قَوْلِهِ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ [الْبَقَرَة:
213] وَأَنَّهُ يَقْتَضِي أَنْ يُقَالَ أَمْ حَسِبُوا أَيِ الَّذِينَ آمَنُوا، وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ
لَمَّا وَقَعَ الِانْتِقَالُ مِنْ غَرَضٍ إِلَى غَرَضٍ بِالْإِضْرَابِ
الِانْتِقَالِيِّ الْحَاصِلِ بِأَمْ، صَارَ الْكَلَامُ افْتِتَاحًا مَحْضًا
وَبِذَلِكَ يُتَأَكَّدُ اعْتِبَارُ الِانْتِقَالِ مِنْ أُسْلُوبٍ إِلَى أُسْلُوبٍ،
فَالِالْتِفَاتُ هُنَا غَيْرُ مَنْظُورٍ إِلَيْهِ عَلَى التَّحْقِيقِ.( التحرير والتنوير) وَقَالَ
اللَّهُ تَعَالَى: {الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا
آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}
[الْعَنْكَبُوتِ: 1 -3] . وَقَدْ حَصَلَ مِنْ هَذَا (5) جَانِبٌ عَظِيمٌ
لِلصَّحَابَةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فِي يَوْمِ الْأَحْزَابِ، كَمَا قَالَ
اللَّهُ تَعَالَى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ
زَاغَتِ الأبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ
الظُّنُونَا* هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا
شَدِيدًا* وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا
وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا}الْآيَاتِ [الْأَحْزَابِ: 10 -12] .وَلَمَّا سَأَلَ هرقلُ
أَبَا سُفْيَانَ: هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَيْفَ كَانَ (1)
الْحَرْبُ بَيْنَكُمْ؟ قَالَ: سِجَالا يُدَالُ عَلَيْنَا ونُدَال عَلَيْهِ. قَالَ:
كَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلى، ثُمَّ تَكُونُ لَهَا الْعَاقِبَةُ (2) (حديث هرقل
رواه البخاري في صحيحه برقم (7)3) (تفسير القرآن العظيم ) أمْ حَسِبْتُمْ أَن
تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ
الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴿آلعمران: ١٤٢﴾
[3] وَقَوْلُهُ:
مَسَّتْهُمُ بَيَانٌ لِلْمَثَلِ، وَهُوَ اسْتِئْنَافٌ كَأَنَّ قَائِلًا قَالَ:
فَكَيْفَ كَانَ ذَلِكَ الْمَثَلُ؟ فَقَالَ: مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ
وَزُلْزِلُوا. (مفاتيح الغيب)
[4] {وَزُلْزِلُوا} خَوْفًا
مِنَ الْأَعْدَاءِ زلْزالا شَدِيدًا، وَامْتُحِنُوا امْتِحَانًا عَظِيمًا، كَمَا
جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ
عَنْ خَبَّاب بْنِ الأرَتّ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا
تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ فَقَالَ: "إِنَّ مَنْ
كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ أَحَدُهُمْ يُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مفْرَق رَأْسِهِ
فَيَخْلُصُ إِلَى قَدَمَيْهِ، لَا يَصْرفه (4) ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، ويُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا بَيْنَ
لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، لَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ". ثُمَّ قَالَ:
"وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ
مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَالذِّئْبَ عَلَى
غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ قَوْمٌ تَسْتَعْجِلُونَ" (تفسير القرآن
العظيم )
[5] قوله: (بالنصب
والرفع) أي فهما قراءتان سبعيتان والنصب بأن مضمرة وحتى بمعنى إلى وهي تنصب
المضارع إذا كان مستقبلاً ولا شك أن القول مستقبل بالنسبة للزلزال. إن قلت: إن
القول والزلزال قد مضى. فالجواب: أنه على حكاية الحال الماضية، وأما الرفع فهو
بناء على أن الفعل بعدها حال مقارن لما قبلها، والحال لا ينصب بعد حتى فتحصل أن
لها بعد حتى ثلاثة أحوال: إما أن يكون مستقبلاً أو ماضياً أو حالاً، فالأول ينصب
والأخيران يرفعان (حاشية الصاوي)
[6] قوله: {مَتَى
نَصْرُ اللَّهِ} وَمَتَى اسْتِفْهَامٌ مُسْتَعْمَلٌ فِي اسْتِبْطَاءِ زَمَانِ
النَّصْرِ (التحرير والتنوير) مَا زَالَ الْبَلَاءُ بِهِمْ حَتَّى استبطؤوا النصر [من عند الله]
[1] (تفسير البغوي) قدر المفسر يأتي إشارة إلى أن نصر الله فاعل بفعل محذوف، ولكن
الأحسن جعله مبتدأ مؤخراً ومتى خبر مقدم، وليس قول الرسول قلقاً وعدم صبر بل ذلك
دعاء وطلب لما وعده الله به (حاشية الصاوي) في الآية إشكال ، وهو أنه كيف يليق بالرسول القاطع بصحة وعد الله ووعيده أن يقول
على سبيل الاستبعاد { متى نَصْرُ الله } .والجواب عنه من وجوه أحدها : أن كونه رسولاً لا يمنع من أن يتأذى من كيد الأعداء ، قال تعالى :
{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ } [ الحجر : 97 ]
وقال تعالى : { لَعَلَّكَ باخع نَّفْسَكَ أَن لا يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } [
الشعراء : 3 ] وقال تعالى : { حتى إِذَا استيئس الرسل وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ
كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجّىَ } [ يوسف : 110 ] وعلى هذا فإذا ضاق قلبه
وقلت حيلته ، وكان قد سمع من الله تعالى أنه ينصره إلا أنه ما عين له الوقت في ذلك
، قال عند ضيق قلبه : { متى نَصْرُ الله } حتى إنه إن علم قرب الوقت زال همه وغمه
وطاب قلبه ، والذي يدل على صحة ذلك أنه قال في الجواب : { أَلا إِنَّ نَصْرَ الله
قَرِيبٌ } فلما كان الجواب بذكر القرب دل على أن السؤال كان واقعاً عن القرب ، ولو
كان السؤال وقع عن أنه هل يوجد النصر أم لا؟ لما كان هذا الجواب مطابقاً لذلك السؤال
، وهذا هو الجواب المعتمد .والجواب الثاني
: أنه تعالى أخبر عن الرسول والذين آمنوا أنهم قالوا قولاً ثم ذكر كلامين أحدهما : { متى نَصْرُ
الله } والثاني : {
أَلا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ } فوجب إسناد كل واحد من هذين الكلامين إلى واحد
من ذينك المذكورين : فالذين آمنوا قالوا : { متى نَصْرُ الله } والرسول صلى الله
عليه وسلم قال : { أَلا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ } قالوا ولهذا نظير من القرآن
والشعر ، أما القرآن فقوله : { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اليل والنهار
لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } [ القصص : 73 ] والمعنى :
لتسكنوا في الليل ولتبتغوا من فضله في النهار ، وأما من الشعر فقول امرىء القيس :كأن
قلوب الطير رطباًويابسا ... لدي وكرها العناب والحشف البالي
فالتشبيه بالعناب للرطب وبالحشف البالي لليابس ، فهذا جواب ذكره قوم وهو
متكلف جداً (مفاتيح
الغيب)
[7] قوله: {أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ
بِقَرِينَةِ افْتِتَاحِهِ بِأَلَا، وَهُوَ بِشَارَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى
لِلْمُسْلِمِينَ بِقُرْبِ النَّصْرِ بَعْدَ أَنْ حَصَلَ لَهُمْ مِنْ قَوَارِعِ
صَدْرِ الْآيَةِ مَا مَلَأَ الْقُلُوبَ رُعْبًا، وَالْقَصْدُ مِنْهُ إِكْرَامُ هَذِهِ الْأُمَّةِ
بِأَنَّهَا لَا يَبْلُغُ مَا يَمَسُّهَا مَبْلَغَ مَا مَسَّ مَنْ قَبْلَهَا،
وَإِكْرَامٌ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَلَّا يَحْتَاجَ
إِلَى قَوْلِ مَا قَالَتْهُ الرُّسُلُ قَبْلَهُ مِنِ اسْتِبْطَاءِ نَصْرِ اللَّهِ
بِأَنْ يَجِيءَ نَصْرُ اللَّهِ لَهَاتِهِ الْأُمَّةِ قَبْلَ اسْتِبْطَائِهِ،
وَهَذَا يُشِيرُ إِلَى فتح مَكَّة (التحرير
والتنوير) أخذ من ذلك أنه إذا اشتد الكرب كان
الدعاء بالفرج مستجاباً، قال تعالى:{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ
وَيَكْشِفُ السُّوءَ}[النمل: 62] وقد حقق الله ذلك سريعاً كما قال في سورة
الأحزاب:{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا}[الأحزاب:
9] (حاشية الصاوي) يحتمل أن يكون جواباً من الله تعالى لهم ، إذ قالوا : { متى نَصْرُ الله } فيكون كلامهم قد انتهى عند
قوله : { متى نَصْرُ الله } ثم قال الله عند ذلك { أَلا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ
} ويحتمل أن يكون
ذلك قولاً لقوم منهم ، كأنهم لما قالوا
: { متى نَصْرُ الله } رجعوا إلى أنفسكم فعلموا أن الله لا يعلي عدوهم عليهم ،
فقالوا : { أَلا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ } فنحن قد صبرنا يا ربنا ثقة بوعدك
.فإن قيل : قوله : { أَلا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ } يوجب في حق كل من لحقه شدة
أن يعلم أن سيظفر بزوالها ، وذلك غير ثابت .قلنا : لا يمتنع أن يكون هذا من خواص الأنبياء عليهم السلام ، ويمكن أن
يكون ذلك عاماً في حق الكل ، إذ كل من كان في بلاء فإنه لا بد له من أحد أمرين ،
إما أن يتخلص عنه ، وإما أن يموت وإذا مات فقد وصل إلى من لا يهمل أمره ولا يضيع
حقه ، وذلك من أعظم النصر ، وإنما جعله قريباً لأن الموت قريب (مفاتيح الغيب)
[8] قوله: {مَاذَا
يُنْفِقُونَ} ما اسم استفهام مبتدأ، وذا اسم موصول بمعنى الذي خبره، وجملة ينفقون
صلته والعائد محذوف أي ينفقونه، والمعنى أن أصحابك يسألونك عن الشيء الذي ينفقونه
هل ينفقون مما تيسر ولو حراماً أو يتحرون الحلال، وفي الآية حذف سؤال آخر دل عليه
الجواب، والتقدير وعلى من ينفقون، والسؤال عن صدقة التطوع بدليل الجواب (حاشية الصاوي) وقد اختلف في هذه
الآية.1- فقيل: إنها منسوخة بآية الزكاة
إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ [التوبة: 60].2 - وقيل: إنها غير منسوخة،
وهو الأولى وهي لبيان صدقة التطوع، فإنّه متى أمكن الجمع فلا نسخ (تفسير آيات الأحكام) قال
بعضهم : هذه الآية منسوخة بآية المواريث ، وهذا ضعيف لأنه يحتمل حمل هذه الآية على وجوه لا
يتطرق النسخ إليها أحدها
: قال أبو مسلم الإنفاق على الوالدين واجب عند قصورهما عن الكسب والملك ، والمراد بالأقربين الولد وولد الولد
وقد تلزم نفقتهم عند فقد الملك ، وإذا حملنا الآية على هذا الوجه فقول من قال أنها
منسوخة بآية المواريث ، لا وجه له لأن هذه النفقة تلزم في حال الحياة والميراث يصل
بعد الموت ، وأيضاً فما يصل بعد الموت لا يوصف بأنه نفقة وثانيها : أن يكون المراد من أحب التقرب إلى
الله تعالى في باب النفقة فالأولى له أن ينفقه في هذه الجهات فيقدم الأولى فالأولى
فيكون المراد به التطوع وثالثها
: أن يكون المراد الوجوب فيما يتصل بالوالدين والأقربين من حيث الكفاية وفيما يتصل
باليتامى والمساكين مما يكون زكاة ورابعها : يحتمل أن يريد بالإنفاق على الوالدين والأقربين ما يكون
بعثاً على صلة الرحم وفيما يصرفه لليتامى والمساكين ما يخلص للصدقة فظاهر الآية محتمل لكل هذه
الوجوه من غير نسخ (مفاتيح الغيب)
[9] قوله: (السائل
عمرو) أي إنما جمع السائل
في الآية لأن التكليف لكل مسلم، فكان هذا السائل ترجماناً عن كل مسلم، وإنما اعتنى
بذلك السؤال لأن الإنسان يوم القيامة ورد أنه يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم
أنفقه (حاشية الصاوي) قال عطاء : عن ابن عباس نزلت هذه
الآية في رجل أتى للنبي عليه الصلاة والسلام فقال إن لي ديناراً فقال : أنفقه على
نفسك قال : إن لي دينارين قال : أنفقهما على أهلك قال : إن لي ثلاثة قال : أنفقها
على خادمك قال : إن لي أربعة قال : أنفقها على والديك قال : إن لي خمسه قال :
أنفقها على قرابتك قال إن لي ستة قال : أنفقها في سبيل الله وهو أحسنها : وروى
الكلبي / عن ابن عباس
أن الآية نزلت عن عمرو بن الجموح وكان شيخاً كبيراً هرماً ، وهو الذي قتل يوم أحد
وعنده مال عظيم ، فقال : ماذا ننفق من أموالنا وأين نضعها فنزلت هذه الآية (مفاتيح الغيب)
[10] قوله:
{وَالأَقْرَبِينَ} أي من أولاد وإخوة وأعمام وعمات، وهو من عطف العام على الخاص،
وصرح بذكر الوالدين وإن دخلا في الأقربين اعتناء بشأنهما قوله: {وَالْيَتَامَى} جمع
يتيم وهو من فقد أباه وهو دون البلوغ، وقدم اليتامى على المساكين لعجزهم عن التكسب قوله:
{وَالْمَسَاكِينِ} المراد بهم ما يشمل الفقراء قوله: {وَابْنِ
السَّبِيلِ} أي الغريب المسافر (حاشية الصاوي) اعلم أنه تعالى
راعى الترتيب في الإنفاق ، فقدم
الوالدين ، وذلك لأنهما كالمخرج له من العدم إلى الوجود في عالم الأسباب ،
ثم ربياه في الحال الذي كان في غاية الضعف ، فكان إنعامهما على الابن أعظم من
إنعام غيرهما عليه ، ولذلك قال تعالى : { وقضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ
إياه وبالوالدين } [ الإسراء : 23 ] وفيه إشارة إلى أنه ليس بعد رعاية حق الله
تعالى شيء أوجب من رعاية حق الوالدين ، لأن الله تعالى هو الذي أخرج الإنسان من
العدم إلى الوجود في الحقيقة ، والوالدان هما اللذان أخرجاه إلى عالم الوجود في
عالم الأسباب الظاهرة ، فثبت أن حقهما أعظم من حق غيرهما فلهذا أوجب تقديمهما على
غيرهما في رعاية الحقوق ، ثم ذكر تعالى بعد الوالدين الأقربين ، والسبب فيه أن الإنسان لا يمكنه أن
يقوم بمصالح جميع الفقراء ، بل لا بد وأن يرجح البعض على البعض ، والترجيح لا بد
له من مرجح ، والقرابة تصلح أن تكون
سبباً للترجيح من وجوه أحدها : أن القرابة مظنة المخالطة ،
والمخالطة سبب لاطلاع كل واحد منهم على حال الآخر ، فإذا كان أحدهما غنياً والآخر
فقيراً كان اطلاع الفقير على الغني أتم ، واطلاع الغني على الفقير أتم ، وذلك من
أقوى الحوامل على الإنفاق وثانيها
: أنه لو لم يراع جانب الفقير ، احتاج الفقير للرجوع إلى غيره وذلك عار وسيئة في
حقه فالأولى أن يتكفل بمصالحهم دفعاً للضرر عن النفس وثالثها : أن قريب الإنسان جار مجرى الجزء منه
والإنفاق على النفس أولى من الإنفاق على الغير ، فلهذا السبب كان الإنفاق على
القريب أولى من الإنفاق على البعيد ، ثم إن الله تعالى ذكر بعد الأقربين اليتامى ، وذلك لأنهم لصغرهم
لا يقدرون على الاكتساب ولكونهم يتامى ليس لهم أحد يكتسب لهم ، فالطفل الذي مات
أبوه قد عدم الكسب والكاسب وأشرب على الضياع ، ثم ذكر تعالى بعدهم المساكين وحاجة هؤلاء أقل من
حاجة اليتامى لأن قدرتهم على التحصيل أكثر من قدرة اليتامى ثم ذكر تعالى بعدهم ابن السبيل فإنه بسبب انقطاعه
عن بلده ، قد يقع في الاحتياج والفقر ، فهذا هو الترتيب الصحيح الذي رتبه الله
تعالى في كيفية الإنفاق ، ثم لما فصل هذا التفصيل الحسن الكامل أردفه بعد ذلك
بالإجمال فقال : { وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ الله بِهِ عَلِيمٌ } أي
وكل ما فعلتموه من خير إما من هؤلاء المذكورين وإما مع غيرهم حسبة لله وطلباً
لجزيل ثوابه وهرباً من أليم عقابه فإن الله به عليم ، والعليم مبالغة في كونه
عالماً يعني لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء فيجازيكم أحسن
الجزاء عليه كما قال : { لإنّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مّنْكُمْ مّن ذَكَرٍ
أَوْ أنثى } [ آل عمران : 195 ] وقال : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ } [
الزلزلة : 7 ] (مفاتيح الغيب)
[11] قوله: {وَمَا
تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ} ما شرطية، وتفعلوا فعل الشرط، وما بعد الفاء جوابه، وأتى
بتلك الجملة طمأنينة للمؤمن في الاكتفاء بوعد الله في المجازاة لأنه وعد بها ووعده
لا يتخلف، ومع ذلك لا يغيب عن علمه مثقال ذرة، فيلزم من علمه بالخير من العبد
مجازاته عليه، والأسرار بنفقة التطوع أفضل لأن صاحبها من جملة من يظله الله في ظل
عرشه يوم لا ظل إلى ظله.قوله: أو غيره) أي كالكلام اللين الطيب (حاشية الصاوي)