HIDUP ADALAH UJIAN

SELAMAT DATANG DI BLOG " KHAIRUL IKSAN "- Phone : +6281359198799- e-mail : khairul.iksan123@gmail.com

Kamis, 20 April 2023

حكم الأخذ بالحساب الفلكي في دخول رمضان والخلاف فيه





هلال رمضان والعيد والحساب الفلكي!

د. عصام تليمة

21/6/2017

حجم الانقسامات التي ظهرت هذا العام بين الدول العربية في رؤية هلال رمضان كانت غير مسبوقة

قضية تثار كل عام مرتين، وربما ثلاث مرات، مرة في هلال رمضان، ومرة في هلال شوال (عيد الفطر)، ومرة ثالثة في عيد الأضحى، لكن الثالثة تحسمها المملكة العربية السعودية نظرا لوجود (عرفة) في أراضيها، وهو عيد مرتبط بوقفة عرفة والحجيج، أما المرتان الأوليان، فتُعنى بعبادة مهمة عند المسلم، وهي الصوم، ونحتاج إلى وقفة فقهية علمية مع المسألة، والتي يختلف فيها العلماء والمعاصرون – والناس تبعا لهم – في حكمهم عليها، بين من يصر على الرؤية بالعين، أو بالأجهزة ، وبين من يرى أن الحساب الفلكي بلغ من الدقة مبلغا مهما، يمكننا الاعتماد عليه، والقضية لها جذور فقهية تراثية، ومعلومات معاصرة.

أدلة من يرفضون الحساب الفلكي:

يستدل الذين يصرون على اعتماد الرؤية، وترك الأخذ بالحسابات الفلكية، على نصوص من القرآن والسنة، كقوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) البقرة: 185، وقد فسر بعض العلماء الآية، هنا: شهود الشهر هنا: رؤيته البصرية، وهي السبب الشرعي لوجوب شهر رمضان، فتعتمد الرؤية لا الحساب الفلكي. وهنا أمر مهم في القضية، فهل السبب الشرعي لوجوب الصيام: رؤية الشهر، أو دخول الشهر، سواء رآه من صامه أم لم يره؟ إن الواضح هو دخول الشهر هو السبب الشرعي لا رؤية هلال الشهر، فالرؤية هي وسيلة مشروعة للتأكد من دخول رمضان، وإذا تعذرت فقد دلنا الشرع على وسيلة أخرى هي الإكمال لثلاثين يوما من شعبان، وإذا وجدت وسيلة أخرى للتأكد من دخول الشهر أكثر يقينا، فيحسن اعتمادها، وربما وجب المصير إليها إذا كانت أدق في الوصول إلى الهدف المطلوب. [1]  

واستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم: “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته” وقوله صلى الله عليه وسلم: “نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب”. فهذا النص النبوي لا يعطي دلالة تشريعية، بل يعطي دلالة واقعية، أي أنه يصف واقعا للأمة الإسلامية وقتها، ولا يعطي أمرا شرعيا، فهو يتحدث عن حالة تعبر عن تقصير الأمة في الجانب العلمي، وهي ليست حالة صحية، بل حالة ضعف للأمة وهي أنها لا تكتب ولا تحسب، فهل زكى الإسلام هذه الحالة أم عمل على تقويتها، بأن تتعلم الأمة الكتابة والحساب؟ بل إن النبي صلى الله عليه وسلم سعى لمحو أمية هذه الأمة، عندما خير أسرى غزوة بدر من المشركين أن من لم يمتلك فدية يؤديها للمسلمين، أن يقوم بتعليم عشرة من أبناء الصحابة.

سوء سمعة علم الفلك قديما:

كما أن هناك عاملا مهما جعل الفقهاء لا يثقون بعلم الفلك، فقد كان مشهورا بأنه علم التنجيم، وأنه علم قائم على الدجل، والخرافات، والسحر، وليس كما هو فيما بعد، إذ غدا علما قويا، قائما على الحقائق العلمية، والحسابات الدقيقة، وهذا هو تفسير الحملة التي نراها في كتب الفقهاء قديما لعلم الفلك، فقد كانوا يسمونه: علم التنجيم، [2]ولكن هذا الماضي قد تغير، نتيجة الخلط القديم بين علم الفلك، وعلم السحر والشعوذة والدجل، فأصبح ماضيا لا صلة له بالواقع العلمي المعاش.

عدم دقة علم الفلك:

ومن حججهم لرفض الحسابات الفلكية: أنها غير دقيقة، ونلاحظ في كلام المشايخ هنا أنهم يخلطون بين الأرصاد الجوية، وعلم الفلك، ويخلطون بين الكلام المرسل والفكرة القديمة عن هذا العلم، وأنه قائم على التخمين، وبين علم الفلك الآن، الذي صار له كليات تدرسه، وتخصص علمي قائم على أدوات علمية، ومراصد كبرى، وآلات جبارة ترصد النجوم والأفلاك بشكل دقيق، نسبة الخطأ فيه قليلة جدا لا تكاد تذكر. [3]

أدلة من يقولون بالحساب الفلكي:

بعد مناقشة أدلة من يرفضون الحساب الفلكي، نشير سريعا إلى أهم الأدلة التي استدل بها العلماء الذين يقولون بالأخذ بالحساب الفلكي، فمن القرآن الكريم قوله تعالى: (والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) يس: 40،39، فالآية تبين أن الشمس والقمر لهما مسار محسوب دقيق. ويقول تعالى: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب) يونس: 5، فالآية هنا منازل القمر وتقديرها لحكمة وفائدة للإنسان، وهي معرفة عدد السنين والحساب.

وما قام به العلماء من ردود على أدلة من يرفضون الحساب الفلكي، اشتملت ردودهم بين ثناياها على أدلة من مدلولات الآيات، والأحاديث أدلة على الأخذ بالحساب الفلكي لا رفضه.

مواقيت الصلاة بالحساب الفلكي:

ومن مواضع التناقض الشديدة، أن المخالفين للحساب الفلكي، يعتمدون في الصلوات ومواقيتها، الحساب الفلكي، وهي عبادة تؤدى كل يوم خمس مرات، وهو دليل قوي لاعتمادنا الحساب الفلكي في كل ما يتعلق بالعبادة، فكيف نأخذ به في عبادة يومية، ونثق به، ونرفضه في عبادة سنوية، لمرة واحدة؟!!

دور العلم في حسم نزاعات فقهية:

كما أن العلم له دور كبير في حسم نزاعات فقهية، كانت من قبل، وتطور العلم وقوته، تجعل من الاعتماد عليه فيما قوي فيه، وأصبح مسلما به، مرجعا في الأمر، فنحن نفتي للمرأة الحامل بالإفطار، بعد قول الطبيب، ونفتي المريض بالتيمم بعد قول الطبيب أن الوضوء يضره، فالفقيه في فتواه التي لها علاقة بالعلم يرجع أولا لأصحاب التخصص، ثم يبني فتواه بالنصوص التي تسير جنبا إلى جنب مع حقائق العلم. مما حدا بباحث كتب رسالة دكتوراه بعنوان: (أثر التقنيات الحديثة في الخلاف الفقهي)، وقد جعل العلامة القرضاوي من موجبات تغير فتوى الفقيه: تطور العلم، وتطور معلومات الفقيه نفسه، كما فصل ذلك في كتابه: (موجبات تغير الفتوى) والأمثلة في ذلك كثيرة في حياتنا وفقهنا الإسلامي المعاصر، في تأثير العلم في الفتوى، مثل: قضية الحمل ومدته، ومثل قضية: إثبات النسب، ومثل قضية: الشهود إذا شهد رجلان كذبا على رجل بالسرقة، ولكن الآن أصبحت البصمات، والكاميرات المعلقة في كل مكان، هل هنا لو جاءنا شاهدان شهدا على شخص باتهامه، بينما كل الدلائل العلمية تنفي التهمة عنه، مثل البصمات، والكاميرات، وغيرها، عند دلالتها الصحيحة دون تلاعب.

كما أن الفقهاء قديما كانوا يفتون بجواز التداوي (العلاج)، ولم يروا بأسا بتركه، وذلك لأن الطب والتداوي قديما لم يكن بقوته الآن، ولم تكن نتائجه موثوق بها، فكانت فتوى الفقهاء بهذا الرأي، ولكن بعد تطور الطب ونتائجه التي أصبحت نتائجه معلومة بنسبة كبيرة، في معظم الأمراض، لم يعد فقيه يفتي أحدا بترك العلاج، بل الفقهاء والمشايخ أنفسهم أول من يسرع إلى العلاج والتداوي.

علماء قالوا باعتماد الحساب الفلكي:

هناك علماء قدامى قالوا باعتماد الحساب الفلكي، وهناك من فرق بين الإثبات والنفي، فممن قال باعتماده إثباتا ونفيا، منهم: العلامة الشافعية تقي الدين السبكي، ومن المعاصرين: العلامة الشيخ أحمد شاكر، والعلامة فيصل مولوي، والعلامة القرضاوي، ومجلس الإفتاء الأوربي وغيرهم، وقد فصل في ذكر أسمائهم الدكتور ذو الفقار علي شاه في كتابه الرائع: (الحسابات الفلكية وإثبات شهر رمضان) والمرحوم الدكتور محمد الهواري عضو مجلس الإفتاء الأوربي.

فوائد اعتماد الحساب الفلكي:

لاعتماد الحساب الفلكي فوائد مهمة تعود على المسلمين:

1ـ أنه يسعى للقضاء على هذا التفرق والتشرذم المستمر في بلاد المسلمين كل عام، في عبادة مهمة وهي الصوم.

2ـ ينهي حالة الاختلاف والتفرق للمسلمين في الغرب، فنجد في الغرب مسلم يصوم على الفتوى السعودية، وآخر يصوم على فتوى بلده، وآخر على فتوى بلد ثالث، وعندما يذهب لطلب إجازة لعيده، يسأله المسؤولون الغربيون: على أي عيد نعطيك على عيدنا هنا، أم عيد البلد الفلانية.

3ـ كما أنه ينهي حالة التدخل السياسي في هذه المسألة الدينية، فلم يعد خافيا أن دولا لخلاف زعمائها السياسي مع دول أخرى، تصر أن تكون رؤيتها غير الأخرى، ليست حالة عامة لكنها موجودة، وتعيشها الأمة، ولعل هذا يذكرنا بما فعله القذافي في سنة ما، صام المسلمون في معظم بلاد العالم السبت، وصام آخرون الأحد، فصام هو في ليبيا الثلاثاء!!

4ـ يعلي من اتصال الشرع الحنيف بالعلم المعاصر، والذي تطور تطورا كبيرا، ولم يعد قائما على التخمين، إلا في مسائل لم تحسم بعد.

—–

 

[1] انظر: السبب الشرعي لوجوب صيام رمضان، بحث للشيخ فيصل مولوي رحمه الله، مقدم لمجلس الإفتاء الأوربي،(شبكة مشكاة الإسلامية - المكتبة - السبب الشرعي لوجوب صيام رمضان (almeshkat.net)) نقلا عن: الحسابات الفلكية وإثبات شهر رمضان للدكتور ذو الفقار علي شاه ص: 143.( kitab hilal ramadan - Google Dokumen)

[2] انظر: الحسابات الفلكية وإثبات شهر رمضان للدكتور ذو الفقار علي شاه ص: 51-56.

[3] انظر: تيسير فقه الصيام للدكتور القرضاوي ص: 23-34 (تحميل كتاب 3010 تيسير فقه الصوم للقرضاوي PDF - مكتبة نور (noor-book.com) )، وبحوث في قضايا فقهية معاصرة للشيخ محمد تقي العثماني (2/243) (ACDSeePrint Job (archive.org) ).

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه

د. عصام تليمة

من علماء الأزهر، حاصل على الدكتوراه في الفقه المقارن

المصدر :

هلال رمضان والعيد والحساب الفلكي! | أخبار المقالات والدراسات | الجزيرة مباشر (aljazeera.net)

 

حكم الأخذ بالحساب الفلكي في دخول رمضان والخلاف فيه

ـ[مبارك بن جديع]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 10:49]ـ

}حكم الأخذ بالحساب الفلكي في دخول رمضان والخلاف فيه {

قبل حلول شهر رمضان من كل عام , يثار موضوع الحساب الفلكي في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى ,ولأهمية هذه المسألة في حياة المسلم عزمت على كتابة بحث مختصر يشتمل على كلام أهل العلم في هذه المسألة , فأقول _ وبالله التوفيق _

حكى غير واحد من أهل العلم: " الإجماع على عدم اعتبار الحساب الفلكي في دخول الشهر وخروجه " فمن أولئك العلماء:

1)  ابن المنذر: قال ابن حجر في الفتح (4/147): " وقال ابن الصباغ أما بالحساب فلا يلزمه بلا خلاف بين أصحابنا , قلت _ القائل ابن حجر _ ونقل ابن المنذر قبله الإجماع على ذلك فقال في الإشراف: صوم يوم الثلاثين من شعبان إذا لم ير الهلال مع الصحو لا يجب بإجماع الأمة , وقد صح عن أكثر الصحابة والتابعين كراهته ,هكذا أطلق ولم يفصل بين حاسب وغيره , فمن فرق بينهم كان محجوجا بالإجماع قبله.[1]

2)  (ابن تيمية: قال في مجموع الفتاوى (25/ 132 (: ( فانا نعلم بالاضطرار من دين الاسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم او الحج او العدة او الايلاء او غير ذلك من الاحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه يرى أو لايرى لايجوز والنصوص المستفيضة بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة , وقد أجمع المسلمون عليه ولايعرف فيه خلاف قديم أصلا ولا خلاف حديث , إلا أن[2] بعض المتاخرين من المتفقهة بعد المائة الثالثة زعم انه اذا غم الهلال جاز للحاسب أن يعمل في حق نفسه بالحساب فان كان الحساب دل على الرؤية صام والا فلا وهذا القول وان كان مقيدا بالإغمام ومختصا بالحاسب , فهو قول شاذ مسبوق بالإجماع على خلافه ,فاما اتباع ذلك في الصحو او تعليق عموم الحكم العام به فما قاله مسلم[3])

3)  أبو الوليد الباجي: قال الحافظ ابن حجر في الفتح (4/ 152): وقد ذهب قوم الى الرجوع الى أهل التسيير في ذلك وهم الروافض , ونقل عن بعض الفقهاء موافقتهم , قال الباجي وإجماع السلف الصالح حجة عليهم[4]._ يعني أهل الحساب _.

4)  القرطبي في تفسيره (2/ 293) حيث قال: " وذكر الداودي أنه قيل في معنى قوله " فاقدروا له " أي قدروا المنازل , وهذا لا نعلم أحدا قال به إلا بعض أصحاب الشافعي أنه يعتبر في ذلك بقول المنجمين , والإجماع حجة عليهم[5] ".

وقد حكي خلاف شاذ في هذه المسألة عن بعض أهل العلم ,واليك بيان ذلك:

1)  أولا: مطرف بن عبدالله بن الشخير: وكان من كبار التابعين ,وقد نسب هذا القول اليه جمع من العلماء , منهم: النووي في المجموع[6] (6/ 276) والقرطبي في تفسيره[7] (2/ 293) والحافظ ابن حجر في الفتح[8] (4/ 146) ,

قال ابن تيمية (25/ 182): " وقد قال محمد بن سيرين: " خرجت في اليوم الذي يشك فيه فلم ادخل على أحد يؤخذ عنه العلم الا وجدته يأكل الا رجلا كان يحسب ويأخذ بالحساب , ولو لم يعلمه (قلت هكذا في الأصل ولعل العبارة " يعمله ") كان خيرا له , وقد قيل إن الرجل مطرف بن عبدالله ابن الشخير وهو رجل جليل القدر , الا أن هذا إن صح عنه فهي من زلات العلماء"[9].

وقد نقل ابن عبدالبر: كلام ابن سيرين هذا في الاستذكار (3/ 287). وقال في التمهيد (14/ 352): "  روى عن مطرف بن الشخير وليس بصحيح عنه, ولو صح ما وجب اتباعه عليه لشذوذه فيه ولمخالفته الحجة له[10]. ونقل الحافظ ابن حجر تضعيف ابن عبدالبر لأثر مطرف كما في الفتح[11] (4/ 146).

2)  ثانيا: الشافعي:

قال ابن رشد في بداية المجتهد (2/ 557): ( حكى ابن سريج عن الشافعي أن من كان مذهبه الاستلال بالنجوم ومنازل القمر ثم تبين له من جهة الإستدلال أن الهلال مرئي وقد غم فان له أن يعتقد الصوم ويجزئه[12] (وقد أنكر ابن عبدالبر في الاستذكار (3/ 287): نسبه هذا الى الشافعي , حيث قال: " الذي عندنا في كتبه أنه لا يصح اعتقاد رمضان الا برؤية فاشية أو شهادة عادلة , أو إكمال شعبان ثلاثين يوما "[13].

و قال ابن تيمية (25/ 182): ( وهذا باطل عن الشافعي لا أصل له عنه , بل المحفوظ عنه خلاف ذلك كمذهب الجماعة , وإنما كان قد حكى ابن سريج وهو كان من أكابر أصحاب الشافعي نسبة ذلك اليه , إذ كان هو القائم بنصر مذهبه)[14]

المصدر :

- أرشيف منتدى الألوكة - حكم الأخذ بالحساب الفلكي في دخول رمضان والخلاف فيه - المكتبة الشاملة الحديثة (al-maktaba.org)

وقال ابن العربي في أحكام القرآن (1/ 82): وقد زل أيضا بعض أصحابنا فحكى عن الشافعي أن قال: يعول على الحساب , وهي عثرة لا لعا لها[15].

وقال ابن حجر في الفتح (4/ 146): ونقل ابن خويز منداد عن الشافعي مسألة ابن سريج , والمعروف عن الشافعي ما عليه الجمهور[16].

و كما ترى أن العلماء أنكروا نسبه هذا الى الشافعي ,وقرروا أن هذا غلط على الشافعي في مذهبه , وأن نصوصه صريحة في عدم اعتبار الحساب الفلكي في ذلك.

3)  ثالثا: أحمد ابن سريج:

وقد اشتهر هذا القول عنه , وعزاه اليه كثير من العلماء , منهم: القاضي عياض في مشارق الأنوار (2/ 173) وتعقبه بقوله " ولم يوافقه الناس على هذا[17] ". والبغوي في شرح السنة[18] (6/ 230). والنووي في المجموع[19] (6/ 276) ,و ابن حجر في الفتح[20] (4/ 146).وأومأ اليه ابن العربي في أحكام القرآن (1/ 82) فقال: وقد زل بعض المتقدمين فقال: يعول على الحساب بتقدير المنازل.

وأطال في عارضة الأحوذي (3/ 208):في مناقشة قول ابن سريج , وقال بعد ذلك " إن هذا لبعيد عن النبلاء فكيف بالعلماء ".

وقال شيخ الإسلام (25/ 182): وقد حكى هذا القول عن أبي العباس بن سريج أيضا. وقال الشيخ محمد بن ابراهيم في فتاويه (4/ 151): _ في الصيام بالحساب _: وهوقول في مذهب الشافعي وأظنه اختيار ابن سريج , ولكن القول عندهم كغيرهم ,. . . . , من أنه لا صيام الا بالرؤية[21].

4)  رابعا: ابن قتيبة:

قال ابن عبدالبر في التمهيد (14/ 352): (قال ابن قتيبة: في قوله " فاقدروا له " فقدروا السير والمنازل وهو قول قد ذكرنا شذوذه ومخالفة أهل العلم له ,و ليس هذا من شأن ابن قتيبة ولا هو ممن يعرج عليه في هذا الباب)[22]

ونسب النووي هذا القول اليه كما في المجموع (6/ 276) وكذا نسبه اليه القرطبي في تفسيره (2/ 293) , ونسبه اليه أيضا ابن حجر في الفتح (4/ 146).

وقال ابن الملقن في الإعلام (5/ 175) في معرض رده للقول بالحساب: وقال مطرف بن عبدالله وابن سريج وابن قتيبة وآخرون من المالكية وغيرهم: معناه قدروه بحساب المنازل الذي يراه المنجمون , وهو ضعيف جدا لأن الناس لو كلفوا به ضاق عليهم[23] فإن ذلك لا يعرفه إلا أفراد , والشرع إنما تعرف اليهم بما يعرفه جماهيرهم.

وقال ابن عبدالبر في التمهيد (14/ 352): " وهو مذهب تركه العلماء قديما وحديثا للأحاديث الثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم " صومو لرؤيته وأفطروا لرؤيته , فإن غم عليكم فأتموا شعبان ثلاثين " , ولم يتعلق أحد من فقهاء المسلمين فيما علمت باعتبار المنازل في ذلك الا ما روى عن مطرف بن الشخير [24]".

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (10/ 106 - 107) _ في معرض جواب على سؤال في هذا الموضوع _ , ما نصه : ((صوموا لرؤيته، وافطروا لرؤيته)) الحديث.

فعلَّق صوم شهر رمضان والإفطار منه برؤية الهلال، ولم يعلِّقه بعلم الشهر بحساب النجوم، مع علمه تعالى أنَّ علماء الفلك سيتقدَّمون في علمهم بحساب النجوم، وتقدير سيرها؛ فوجب على المسلمين المصير إلى ما شرع الله لهم، على لسان نبيِّه صلى الله عليه وسلَّم؛ من التعويل في الصوم والإفطار على رؤية الهلال, وهوكالإجماع بين أهل العلم، ومن خالف في ذلك وعوَّل على حساب النجوم فقوله شاذ لا يعوَّل عليه.وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم[25] (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)

وقد صدر بيان من هيئة كبار العلماء بالمملكة بإجماع الأعضاء بعدم اعتبار الحساب الفلكي في المسائل الشرعية[26] , كما تراه في البحوث العلمية للهيئة (3/ 34) , وفي فتاوى اللجنة الدائمة[27] (10/ 111).

فخلاصة القول: " أن الإجماع قائم على عدم اعتبار الحساب في ثبوت دخول الشهر , وأما ما روى عن مطرف فلا يصح عنه ,وما روى عن الشافعي فهو غلط عليه , والثابت عن ابن سريج وابن قتيبة فهو من زلات العلماء التي لا يتابعون عليها , والله أعلم "

وليعلم بأن إصابة الحق أحيانا في كلام أهل الفلك لا يدل على صحة استدلالهم ,

فقد قال ابن قدامة في المغني (3/ 9): وكَذَلِكَ لو بنى على قول المنجمين وأهل المعرفة بالحساب فوافق الصواب لم يصح صومه , وإن كثرت اصابتهم , لأنه ليس بدليل شرعي يجوز البناء عليه ولا العمل به , فكان وجوده كعدمه[28].

وقد ظهر قول آخر لبعض فضلاء زماننا بأن الحساب الفلكي لا يؤخذ به في اثبات دخول الشهر وإنما يؤخذ به في نفي ولادة الهلال , فإذا نفى أهل الحساب دخول الشهر يقدم قولهم على قول الشهود , ويحكى هذا القول عن السبكي وغيره ,و قد نصر هذا القول بعض فقهاء الشام , ولمناقشة هذا القول مبحث آخر. والله الموفق للصواب , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

حرر في عصر الجمعة

18/ 8 / 1428

المصدر :

- أرشيف منتدى الألوكة - حكم الأخذ بالحساب الفلكي في دخول رمضان والخلاف فيه - المكتبة الشاملة الحديثة (al-maktaba.org)




Comments
0 Comments

Tidak ada komentar: