المؤلف: أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي
(المتوفى:
676هـ)
الأربعون في مباني الإسلام
وقواعد الأحكام
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف
الحمد لله رب العالمين قيوم السموات والأرضين. مدبر الخلائق
أجمعين. باعث الرسل - صلواته وسلامه عليهم- إلى المكلفين لهدايتهم وبيان شرائع
الدين بالدلائل القطعية، وواضحات البراهين. أحمده على جميع نعمه. وأسأله المزيد من
فضله وكرمه. وأشهد أن لا إله إلا
الله الواحد القهار. الكريم الغفار وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله وحبيبه
وخليله أفضل المخلوقين، المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستمرة على تعاقب السنين،
وبالسنن المستنيرة للمسترشدين المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين صلوات الله
وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين وآل كل وسائر الصالحين. أما بعد: فقد روينا
عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأبي الدرداء، وابن عمر،
وابن عباس، وأنس بن مالك، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهم من
طرق كثيرات بروايات متنوعات: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء" وفي رواية: "بعثه الله
فقيها عالما". وفي رواية
أبي الدرداء: "وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا". وفي رواية
ابن مسعود: قيل له: "ادخل من أي أبوب الجنة شئت" وفي رواية
ابن عمر "كُتِب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء". واتفق
الحفاظ على أنه حديث
ضعيف وإن كثرت طرقه.
وقد صنّف العلماء رضي الله تعالى عنهم في هذا الباب ما لا
يُحصى من المصنّفات. فأول من علمته صنف فيه: عبد الله بن المبارك، ثم محمد بن أسلم
الطوسي العالم الرباني، ثم الحسن بن سفيان النسائي، وأبو بكر
الآجري، وأبو بكر بن إبراهيم الأصفهاني، والدارقطني، والحاكم، وأبو نعيم، وأبو
عبد الرحمن السلميّ، وأبو سعيد الماليني، وأبو عثمان الصابوني، وعبد الله بن محمد
الأنصاري. وأبو بكر البيهقي، وخلائق لا يحصون من المتقدمين والمتأخرين، وقد استخرت
الله تعالى في جمع أربعين حديثاً اقتداء بهؤلاء الأئمة الأعلام وحفاظ الإسلام.
وقد
اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال.ومع
هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث، بل على قوله صلى الله
عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة: "ليبلغ الشاهد منكم
الغائب" وقوله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله
امرأً سمع مقالتي فوعاها فأدّاها كما سمعها". ثم من العلماء
من جمع الأربعين في أصول الدين، وبعضهم في الفروع، وبعضهم في الجهاد، وبعضهم في
الزهد، وبعضهم في الآداب، وبعضهم في الخطب، وكلها مقاصة صالحة
رضي الله تعالى عن قاصديها. قد رأيت جمع أربعين
أهم من هذا كله، وهي أربعون حديثاً مشتملة على جميع ذلك، وكل حديث منها قاعدة
عظيمة من قواعد الدين قد وصفه العلماء بأن مدار الإسلام عليه، أو هو نصف الإسلام
أو ثلثه أو نحو ذلك. ثم ألتزم في هذه
الأربعين أن تكون صحيحة، ومعظمها في صحيحي البخاري ومسلم، وأذكرها محذوفة
الأسانيد، ليسهل حفظها، ويعم الانتفاع بها إن شاء الله تعالى، ثم أُتبعها بباب في
ضبط خفي ألفاظها. وينبغي لكل راغب في الآخرة أن يعرف هذه الأحاديث، لما اشتملت
عليه من المهمات، واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبّره،
وعلى الله اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي وله الحمد والنعمة، وبه التوفيق والعصمة.
«عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
قال: سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول: إنما
الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله
فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى
ما هاجر إليه» رواه إماما المحدثين: أبو عبد
الله محمد ابن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري، وأبو الحسين مسلم
ابن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري: في صحيحيهما اللذين
هما أصح الكتب المصنفة.
«عن عمر رضي الله تعالى عنه أيضاً قال:
بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل
شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد، حتى
جلس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على
فخذيه وقال: يا محمد أخبرني
عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الإسلام
أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة،
وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً قال: صدقت، فعجبنا له يسأله
ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان، قال أن تؤمن بالله
وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقت،
قال: فأخبرني عن الإحسان، قال أن تعبد الله كأنك
تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: فأخبرني عن الساعة، قال ما
المسئول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أماراتها، قال أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء
الشاء يتطاولون في البنيان ثم انطلق فلبثت ملياً ثم قال يا عمر أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم،
قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم» .رواه مسلم.
«عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى
عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: بني
الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام
الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان» .رواه البخاري ومسلم.
«عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الصادق
المصدوق: إن
أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون
مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه،
وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه
وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل
بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل
أهل الجنة فيدخلها» رواه البخاري ومسلم.
«عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة
رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من
أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» رواه البخاري ومسلم.وفي رواية لمسلم «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» .
«عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي
الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن
الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن
اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول
الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن
في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» رواه البخاري ومسلم.
«عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي
الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الدين
النصيحة. قلنا: لمن؟ قال لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم» رواه مسلم.
«عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما
أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال أمرت
أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا
الصلاة، ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام
وحسابهم على الله تعالى» رواه البخاري ومسلم.
«عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي
الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول مانهيتكم
عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم
كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم» رواه البخاري
ومسلم.
«عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا} وقال تعالى {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له» رواه مسلم.
«عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي
طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وريحانته رضي الله عنهما قال:
حفظت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دع
ما يريبك إلى ما لا يريبك» . رواه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
«عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من
حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» .حديث حسن، رواه
الترمذي وغيره وهكذا.
«عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله
تعالى عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم قال لا
يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» رواه
البخاري ومسلم.
«عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا
يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه
المفارق للجماعة» رواه البخاري ومسلم.
«عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» رواه البخاري ومسلم.
«عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن
رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: أوصني، قال
لا تغضب فردد مراراً، قال لا تغضب» رواه البخاري.
«عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله
تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن
الله كتب الإحسان على كل شئ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا
الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته» رواه مسلم.
«عن أبي ذر جندب بن جنادة، وأبي عبد
الرحمن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم قال: إتق
الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وفي بعض النسخ: حسن
صحيح.
«عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي
الله تعالى عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فقال
يا غلام، إني أعلمك كلمات: إحفظ
الله يحفظك، إحفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن
بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه
الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك، رفعت
الأقلام وجفت الصحف» رواه الترمذي وقال حديث
حسن صحيح. وفي رواية غير الترمذي «إحفظ الله تجده
أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك،
وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع
العسر يسراً» .
«عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري
البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن
مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت» رواه البخاري.
«عن أبي عمرو - وقيل أبي عمرة - سفيان
ابن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً
لا أسال عنه أحداً غيرك، قال قل
آمنت بالله، ثم استقم» رواه مسلم.
«عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله
الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فقال: أرأيت
إذا صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك
شيئاً، أدخل الجنة؟ قال نعم» رواه مسلم.
ومعنى حرمت الحرام: اجتنبته، ومعنى أحللت الحلال: فعلته معتقداً حله.
«عن أبي مالك الحارث بن الأشعري رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الطهور
شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو
تملأ - ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو
عليك، كل الناس يغدو: فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها» رواه
مسلم.
«عن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى
عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه
قال يا
عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي، كلكم ضال إلا من
هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا
عبادي، كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم: يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل
والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم، ياعبادي، إنكم لن تبلغوا
ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم
كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً: يا عبادي، لو أن أولكم
وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً:
يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل
واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي،
إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا
نفسه» رواه مسلم.
«عن أبي ذر رضي الله عنه أيضاً أن
ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا للنبي صلى الله تعالى
وعليه وآله وسلم: يا رسول الله، ذهب
أهل الدثور بالأجور: يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول
أموالهم. قال: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون: إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة،
وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع
أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال
أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر» رواه مسلم.
«عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل
سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس: تعدل بين اثنين صدقة، وتعين
الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة
الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة» رواه البخاري ومسلم.
«عن النواس بن سمعان رضي الله تعالى
عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال البر
حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس» .رواه مسلم وعن وابصة بن معبد رضي
الله تعالى عنه قال: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: جئت تسأل عن
البر؟ قلت: نعم، وقال: إستفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه
القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك» حديث حسن.رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل والدرامي
بإسناد حسن.
«عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي
الله تعالى عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت
منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال
أوصيكم
بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حَبَشِيٌّ، فإنه من يعش منكم فسيري
اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها
بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة» رواه أبو داود
والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
«عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:
قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال: لقد
سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه: تعبد الله لا تشرك به
شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت ثم قال: ألا أدلك على
أبواب الخير؟ : الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة
الرجل في جوف الليل ثم تلا: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} {حتى إذا بلغ} {يعملون} ثم قال ألا أخبرك
برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال رأس الأمر الإسلام،
وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه وقال كف
عليك هذا قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ثكلتك أمك، وهل يكب
الناس في النار على وجوههم - أو قال على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم؟» .رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
«عن أبي ثعلبة الخشبي جرثوم بن ناشر
رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا
تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها» حديث حسن رواه الدارقطني وغيره.
«عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدى
رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال:
يا رسول الله، دلني
على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس: فقال إزهد في الدنيا يحبك الله،
وازهد فيما عند الناس يحبك الناس» حديث حسن، رواه ابن
ماجة وغيره بأسانيد حسنة.
«عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان
الخدري رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم قال: لا
ضرر ولا ضرار» حديث حسن، رواه ابن ماجة
والدارقطني وغيرهما مسنداً. ورواه مالك في الموطإ مرسلاً عن عمرو بن
يحيى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأسقط أبا سعيد، وله طرق يقوي
بعضها بعضاً.
«عن ابن عباس رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لو
يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكن البينة على المدعى
واليمين على من أنكر» حديث حسن، رواه البيهقي وغيره هكذا، وبعضه في الصحيحين.
«عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من
رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه،
وذلك أضعف الإيمان» رواه مسلم.
«عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا
تحاسدوا، ولا تناجشوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض،
وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا
يحقره، التقوى ههنا – ويشير إلى صدور ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على
المسلم حرام: دمه وماله وعرضه» رواه مسلم.
«عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال من
نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن
يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في
الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً
يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت
الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم
الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه» رواه مسلم بهذا اللفظ.
«عن ابن عباس رضي الله عنهما عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال إن
الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله
عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف
إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها
فعملها كتبها الله سيئة واحدة» رواه البخاري ومسلم في
صحيحيهما بهذه الحروف
فانظر يا أخي وفقنا الله وإياك إلى عظيم لطف الله تعالى، وتأمل هذه الألفاظ،
وقوله عنده إشارة إلى الإعتناء بها، وقوله كاملة للتأكيد وشدة الإعتناء بها، وقال
في السيئة التي هم بها ثم تركها كتبها الله عنه حسنة كاملة فأكدها بـ (كاملة) وإن
عملها كتبها سيئة واحدة، فأكد تقليلها بـ (واحدة) ولم يؤكدها بـ (كاملة)
فلله الحمد والمنة، سبحانه لا نحصي ثناء عليه، وبالله التوفيق.
«عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشئ أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه» رواه البخاري.
«عن ابن عباس رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن
الله تجاوز لي عن أمتى الخطأ والنسيان وما اسكترهوا عليه». حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما.
«عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنكبي فقال: كن
في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» وكان ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يقول:
إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن
حياتك لموتك رواه البخاري.
«عن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن
العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا
يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به» حديث حسن صحيح، رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح.
«عن أنس رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: قال الله تعالى يابن
آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو
بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك
بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة» رواه الترمذي وقال:
حديث حسن صحيح.
تمت-لا تنسونا من صالح دعائكم اخوانكم في موقع أسطر الشبكة الاجتماعية الاسلامية لخدمة طلاب العلم . http://www.asttor.com
ü Terjemah Online – satu – dua
ü Terjemah Offline : satu
– dua
– tiga
- empat
– lima
- enam
- tujuh
تخريج
و شروح الأربعين النووية
1) شرح
الأربعين النووية لابن دقيق العيد (ت ٧٠٢هـ)
2) الفتح
المبين بشرح الأربعين لابن حجر الهيتمي (ت ٩٧٤ هـ)
3) شرح
الأربعين النووية . محمد صالح المنجد
4) شرح
الأربعين النووية | صالح العصيمي
5) شرح الأربعين
النووية. > الكتب >
كتب الشيخ (عبد المحسن بن محمد القاسم
6) شرح
الأربعين النووية للعثيمين (ت ١٤٢١هـ)
7) جامع
العلوم والحكم (٧٣٦ - ٧٩٥ هـ)
8) شرح
الأربعين النووية - العباد
9)
شرح
الأربعين النووية عبد السلام بن محمد الشويعر
10) شرح الأربعين النووية عبدالهادی عبد الخالق مدنی
11) شرح الأربعين
النووية أحمد بن محمد الصقعوب
12) شرح الأربعين
النووية عطية محمد سالم
13) شرح الأربعين
النووية كاتب غير محدد
14) شرح
الأربعين النووية معاذ محمد شحتة الراوي
15) شرح الأربعين
النووية هاشم محمد الشحات الشرقاوي
16) شرح
الأربعين النووية صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
17) شرح
الأربعين النووية عبدالرحمن بن صالح الدهش
18) شرح
الأربعين النووية الشيخ عبدالله الجبرين
19) شرح
الأربعين النووية كاتب غير محدد
20) شرح
الأربعين النووية عيسى بن عواض العضياني
21)
شرح
الأربعين النووية أحمد السيد
22)
شرح
الأربعين النووية الشيخ أبي مصعب سيد بن خيثمة
23)
شرح
الأربعين النووية لتقي الدين الهلالي
24) شرح
الأربعين النووية الزامل
25) شرح
الأربعين النووية الشروح الراضية
26) شرح الأربعين النووية فتح
القوي المتين
27) شرح الأربعين
النووية التحفة الربانية
28) شرح
الأربعين النووية لعطية بن محمد
29) شرح
الأربعين النووية التعيين
30) شرح
الأربعين النووية المعين على تفهم الأربعين لابن
الملقن
31) شرح الأربعين
النووية سبيل المهتدين
32) شرح
الأربعين النووية زادالتقويم-شرح الأربعين النووية
للعثيمين
33)
شرح
الأربعين النووية مختصر النبرواي على الأربعين النووية
34) شرح
الأربعين النووية الجواهر الؤلؤية
35) الجامع
في شرح الأربعين النووية
36) المنهج
المبين في شرح الأربعين لتاج الدين عمر بن علي أبو حفص
37) الفضل
المبين شرح الأربعين العجلونية للقاسمي
38) تحقيق
الأربعين النووية لمحمد بن جاويد